TWASOUL
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عالمى لكل الاخبار ولكل الناس
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحاجة إلى الخيال السياسى عمار علي حسن الجمعة 17-01-2014 22:09 طباعة 12

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 233
تاريخ التسجيل : 15/01/2014

الحاجة إلى الخيال السياسى عمار علي حسن الجمعة 17-01-2014 22:09 طباعة      12 Empty
مُساهمةموضوع: الحاجة إلى الخيال السياسى عمار علي حسن الجمعة 17-01-2014 22:09 طباعة 12   الحاجة إلى الخيال السياسى عمار علي حسن الجمعة 17-01-2014 22:09 طباعة      12 Icon_minitime1السبت يناير 18, 2014 5:39 am

يستحيل التقدم فى العيش بلا خيال، فهو الطاقة السحرية التى تقود الإنسان إلى التمرد على واقعه، والتحرك خطوات مستمرة نحو الأمام، وسط حال من التوتر الدائم، الذى يرمى إلى بلوغ آفاق جديدة، وخوض مغامرات لا تنقطع.

والخيال وراء كل شىء فى حياتنا؛ الاختراعات العظيمة المبهرة التى تذلل أمام الإنسان الصعاب، وتختصر له الزمان والمكان، وتوفر الجهد والعرق، والأفكار العميقة التى ترسَخ فى الرؤوس، وتؤثر فى السلوك، وتجذب الأفراد، وتصنع الجماعات، وتمد الدول برافد مهم من «القوة الناعمة»، وكذلك الأعمال الفنية الرائعة التى تهز الوجدان، وتعيد صياغة رؤيتنا للعالم على صورة مغايرة ووعى مختلف، وأيضاً الإجراءات الفعالة التى نضع أقدامنا عليها لنحلّ المشكلات، ونعبر المآزق، ونتجاوز الأزمات.

والخيال هو الذى يجعل الإنسان يسمو فوق واقعه التعيس، وعيشه الدائم فى كبَد، فيسعى بجد واجتهاد إلى تحسين شروط الحياة. والخيال الذى نقصده فى هذا المقام ليس الشرود فى أوهام وضلالات لا أصل لها ولا فصل، وليس الاستسلام إلى الخرافات والأساطير التى قد تُسرّى عن النفس، وتردم الهوة الواسعة بين التعاسة والسعادة، وبين العيش فى نكد والحلم بالطيران إلى الفردوس الأرضى، وليس هو بناء التصرفات وفقاً لما يقوله العرافون والمنجمون وقارئو الكف، إنما التنبؤ العلمى بما سيأتى بعد فهم ما جرى، وتحليل ما يجرى وفق منهج دقيق، مع إعطاء فرصة قوية للتأمل والبصيرة أو الحدس والاستبطان العميق.

إن الكثير من الناس فى بلداننا العربية يلهثون وراء الحوادث اليومية، ويغرقون فى التفاصيل الصغيرة والتافهة، ولا يجدون وقتاً لتخيل ما سيأتى، أو حتى التفكير فى ما هو أحسن بالنسبة لهم فى الوقت الحالى. وهذه الآفة لا تقتصر على عوام الناس، إنما تمتد فى الغالب الأعم إلى النخب الفكرية، والأدهى أنها امتدت إلى كثير من أهل الحكم، فوجدنا بعض الدول تدار يوماً بيوم، حيث لا تخطيط شاملاً ولا استراتيجية واضحة المعالم، الأمر الذى أضاع عليها فرصاً حقيقة للتقدم والازدهار.

وعاشت أنظمة عديدة بلا أدنى قدرة على توقع ما يأتى، بعد أن اكتفى من اعتلوا رأسها بالتقارير التى تمجد أعمالهم، وتهدئ أعصابهم، على حساب الحقيقة. وتصرّف بعضهم على أن الشعوب قد ماتت، وأن مستقبل استمرارهم فى سدة السلطة مرهون برضاء قوة خارجية وولاء الأجهزة الأمنية. ولو كان لدى هؤلاء بعض خيال سياسى لشرعوا فى إصلاحات متدرجة فى وقت كانت فيه المعارضة وكثير من المفكرين يطالبونهم بـ«حرق المراحل» للحاق بالدول التى دخلت «الموجة الثالثة للديمقراطية» مع مطلع تسعينيات القرن العشرين. ولو قبلوا هذه المطالب أو النصائح، لربما تجنبوا ثورات وانتفاضات أطاحت بهم.

ومن دون شك فإن «الربيع العربى» قد طرح سؤالاً حول غياب الخيال السياسى وتلك هى الآفة السياسية الكبرى. لهذا بتنا فى مسيس الحاجة إلى أن نتخيل، بقدر ما نستطيع، فنحن «بدون هذا الخيال السياسى المستمد من التاريخ والوقائع لا نستطيع بناء رؤى المستقبل، فالمستقبل يصاغ أولاً فى خيال الشعب ثم يتحول إلى قوة مادية عند انتقاله من الخيال إلى الواقع»، وهذا يتعلق بالحلم الجماعى الذى يداعب الناس وهم فى محاولة مستمرة للتغلب على متاعبهم الذاتية أو فى سعى دائب لحل المشكلات العامة التى تعترض طريق أمتهم أو بلدهم.

وقد يصاغ هذا الحلم فى رؤوس النخب، فتطرحه على عموم الناس فيروق لهم، ويطلبون ترجمته فى الواقع المعيش. ويمكن للنخب أن تشرع فى التنفيذ مباشرة بغض النظر عن رأى العامة أو دون الرجوع إليهم، كما يحدث أحياناً فى النظم المستبدة والشمولية. وأحياناً يموت كثير من الأحلام فى رؤوس العلماء والمفكرين أو على أوراقهم من دون أن تجد إلى التنفيذ سبيلاً، إما لأنهم لا يجدون طريقاً إلى السلطة، أو أن الأخيرة تتجاهلها لأسباب عديدة، منطقية كانت أو غير ذلك.

لكن تفاعل الناس مع حلم النخبة أو تقدير العلماء والخبراء هو الذى يعطيه قيمة وشرعية أيضاً، لأن نتائج هذه الأحلام فى النهاية تؤثر على الناس إيجابياً أو سلبياً، فحيازة المعلومات الجيدة والصائبة عن المستقبل ليست أمراً كافياً، بل الأهم هو أن يرى الناس ما يراه المتنبئون، ويعرفوا كيف يستجيبون لهم، لأنهم المعنيون بهذه الأحلام، وهم من يحولونها إلى واقع معيش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://twasoul.alafdal.net
 
الحاجة إلى الخيال السياسى عمار علي حسن الجمعة 17-01-2014 22:09 طباعة 12
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ولادك يا «مرسى»!! مصطفى بكرى الجمعة 17-01-2014 22:12 طباعة 10
» عرق الجبين.. وعرق الضمير محمد البرغوثي الجمعة 17-01-2014 22:12
» سبع حقائق نكرهها.. لكنها حقائق معتز بالله عبد الفتاح الجمعة 17-01-2014 22:11
»  مدحت العدل ألا تستحم يا رجل؟ مدحت العدل الجمعة 24-01-2014
» ترشح «حمدين» يكشف «أبوالفتوح»! نهال عهدي الإثنين 10-02-2014

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
TWASOUL :: مقالات الرأى :: المقالات السياسية-
انتقل الى: