الأحد ٩ فبراير ٢٠١٤12:43:56 مساءاً
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رقم 61، كان ولا يزال موقع وزير الداخلية من أهم المناصب فى مصر، فهو المنصب الذى يتيح لصاحبه أن يعرف دقائق الأمور ويعلم ما يجري من الأمور، وذلك بواسطة جهاز أمنى درج على أن يكون فى خدمة النظام وليس المواطن، ولعل هذا يفسر لنا لماذا حرص سعد زغلول وعبد الناصر وغيرهم على تولي هذا المنصب.
منذ تعيين اللواء محمد إبراهيم فى الخامس من يناير 2013، من قبل الرئيس السابق محمد مرسى، خلفًا للواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، أبدى "إبراهيم" من خلال بعض سلوكياته أنه قد يكون أداة طيعة فى يد السلطة التنفيذية.
بلغ العنف مداه خلال عهد اللواء محمد ابراهيم فقد ازهقت من ارواح المصريين ما يقارب من 3000 الاف قتيل هذا بخلاف ضعف السيطرة الامنية والعداء المجتمعى والاستقطاب الحاد الذى كان الوزير الداخلية سببا رئيسيا ومباشرا فى نشوئه وصناعته من خلال السياسات الامنية الخاطئة والعنف الزائد الذى تعامل به الوزير سواء خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسى او خلال عهد الببلاوى وعدلى منصور . بدأ الوزير مع ضباطه فى تنفيذ خطة امنية عنيفة ساهمت بشكل ما فى رسم صورة سيئة عن الرئيس السابق مرسى ، ولعل هذه الصورة تمثلت وبوضوح فى مواطن الاتحادية حمادة صابر الذى تمت تعريته وسحله امام كاميرات العالم . وبعد 30 يونيو تحول الرجل الى النقيض تماما فقد تحول الرجل من عصا فى يد الاخوان الى جلاد للاخوان وفى يد العسكر.
وكان الواضح ان الوزير وضباطه بدأ ينفذون خطة انتقامية ضد كل من شارك فى 25 يناير والذى تم فيه كسر شوكة وهيبة وزارة الداخلية وتم هدم اسطورة الامن المركزى واستطاع الثوار والشباب الثورى ان يرسم صورة الحرية والخلاص من الاستبداد ولكن هذا لم يكن ليرضى لواءات وضباط الداخلية . من اجل ذلك وخاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة بدأ الوزير فى تنفيذ خطة انتقامية ضد كل الثوار.
خمس مشاهد توضح ملامح الفترة التى تولى فيها الوزير محمد إبراهيم وزارة الداخلية المصرية.
المشهد الأول
بدأ وزير الداخلية محمد ابراهيم مهام عمله قبل ايام قليلة من الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير . وذلك خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسى ، فى كل حادثة من الحوادث الجسام كانت الداخلية طرفا فى العنف فقد صنعت الداخلية العنف او عجزت عن استيعابها فلجأت للقتل المباشر.
خلال الاحتفال بذكرى الثانية للثورة بالسويس شهدت احداث خطيرة وعنيفة راح ضحيتها المزيد من الارواح وكان الغضب والحنق قد وصل مبلغه من بعض القوى الشبابية والثورية نتيجة لتصرفات رئيس الجمهورية السابق الانفرادية والتى ذكرت الشباب بنهج وسياسة الرئيس الاسبق حسنى مبارك . كان وزير الداخلية قد اعطى اوامر بالتصدى بعنف لكل الثوار وبكل قسوة وهذا كان عربون محبة من الوزير الى الرئيس السابق ، ولعل هذا يذكرنا بالفكرة التى تقول " الخادم المطيع " . شارك الرجل فى قتل وسحل معارضى الرئيس السابق من القوى الثورية.
خلال احداث 26 يناير او مايعرف " قتل النعوش " . فخلال جلسة الحكم فى محكمة بورسعيد والتى يحاكم فيها ابناء بورسعيد المتهمين فى قضة مجرزة استاد بورسعيد ، تم قتل مايقرب من 57 شخصا من الى المتهمين فى دقائق معدودة ، حيث لم تستطع الداخلية السيطرة على الامر لذا عمدت الى اطلاق النيران بشكل عشوائى على المتظاهرين واهالى المتهمين . ولم تسلم نعوش المتوفين خلال اليوم التالى من نيران الداخلية التى قتلت فى اليوم 27 يناير اكثر من 12 شخصا اخرين.
خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير عام 2014 ، بعد سقوط حكم الرئيس مرسى، وخلال عهد الحكومة الانتقالية " الببلاوى وعدلى منصور " تم ازهاق ارواح حوالى 104 شخص . بدأت جماعة الاخوان وبعض القوى الثورية فى الحشد من اجل الاحتفال بذكرى الثورة ومن اجل المطالبة بوقف حملات القمع ضدهم وضد التيارات التى شاركت فى ثورة يناير والتى تعرضت لحملات تشويه وقتل . وقد بدأت الاشتباكات فى محافظة القاهرة وخاصة فى مدينة الالف مسكن وفى عين شمس وفى كرداسة بمحافظة الجيزة . وقد توزعت احداث العنف فى محافظات مصر المختلفة فى المنيا والاسماعيلية والسويس وغيرها وقد حدثت اشتباكات واحداث عنف خطيرة خلال هذا اليوم.
ومابين ذكرى ثورة يناير الثانية 2013 والثالثة 2014 تحول محمد ابراهيم وزير الداخلية من عصا فى يد الاخوان الى جلاد للاخوان بيد العسكر.
المشهد الثاني
خلال ما يعرف بأحداث الاتحادية الثانية تم ازهاق ارواح عدد من المصريين، ولكن الحادثة التى سوف تظل شاهدة على سلوك وزارة الداخلية وعلى سياسة هذا الوزير هى واقعة تعرى المواطن حمادة صابر والذى تم تجريده من ملابسه تماما امام أعين وكاميرات العالم أجمع. ونقلت الكاميرات واقعة تعرية المواطن المصري، ولم تكتفى الداخلية بما فعلته وانما راحت وعمدت إلى الضغط على أسرة المواطن حمادة صابر من أجل تغيير أقواله أمام تحقيقات النيابة. ووقف الوزير وبكل كبرياء يدافع عن ضباطه.
وشهدت مدينة المنصورة ليلة دامية سقط فيها عدد من القتلى خلال احدى مظاهرات الاعتراض على حكم الرئيس السابق محمد مرسى ، الحادثة الاشد تأثيرا كانت لشاب عشرينى وقف امام مدرعة الشرطة متذكرا ومستوحيا صورة 25 يناير 2011 والتى مازالت مطبوعة فى الاذهان ، ولكن اذا كانت شرطة حبيب العادلى قد وقفت احتراما لآدية المصريين فأن شرطة محمد ابراهيم قد هتكت جسد الشاب وتناثرت دمائه على ارضية شوارع المنصورة فى مشهد عنيف تتجلى فيه كل مشاهد العدائية والكراهية .
المشهد الثالث
فى 14أغسطس الماضي بدأت قوات الشرطة مدعومة بقوات من الجيش فى عملية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وبحسب التقرير الذى أصدره موقع ويكى ثورة فقد سقط خلال اسبوعين من تاريخ فض الاعتصام من الفترة الواقعة من 14 أغسطس إلى 1 سبتمبر 1817قتيلا فى24محافظة، منهم 1684 قتيلا مدنيا و106 قتى شرطة و13 قتيل جيش و9 صحفيين و5 اطباء ميدانيين و24 أمرأة و100 طالب ثانوى وجامعى.
شهد يوم فض الاعتصام وحده سقوط 1485قتيلا بمختلف المحافظات، منهم 904 قتلى خلال فض اعتصام رابعة وحده و88 قتيلا فى فض اعتصام النهضة وبلغ عدد افراد الشرطة الذين لقوا حتفهم 43 قتيلا ، منهم 7 سقطوا فى رابعة و13 فى كرداسة و11 فى المنيا.
من خلال الأعداد والأرقام الفائتة نستطيع أن ندرك حجم العنف الذى مارسته الداخلية ضد المصريين من المعتصميين فى رابعة والنهضة، وندرك حجم التعامل المهين الذى تفرضه سياسة الوزير الامنية فى التعامل مع المظاهرات او المطالب التى يتقدم بها المصريون. خلال يوم فض الاعتصام وحده بلغ القتل مداه ووصل معدل القتل الى مستوى تندى له الجبين، فقد عمدت الداخلية الى استخدام العنف المفرط مع المعتصمين وبخاصة ضد جماعة الاخوان.
المشهد الرابع
فى منتصف أغسطس من العام الماضى دمر مشعلو الحرائق اكثر من 40 كنيسة فى صعيد مصر فى بنى سويف والفيوم ، وقد اتجهت اصابع الاتهام الى جماعة الاخوان وقد كان الحافز المباشر هو الرد على الداخلية التى قتلت اكثر من 1000 شخص من المعتصمين فى رابعة والنهضة . وقد بدأت الحرائق فى الاشتعال فى ظل غيبة واضحة من الشرطة والامن وقد اشارت بعض التقارير الحقوقية الى ضلوع الداخلية والامن فى احراق الكنائس . فقد اشارت التقارير الحقوقية بأن سبب اندلاع الحرائق كان لامبالاة الدولة وتقاعس جهاز الامن.
أن السياسة التى يدير بها وزير الداخلية شئون الوزارة هى فى حد ذاتها لم تختلف عن رؤى مبارك وداخليته من حيث ممارسة العنف الطائفى ومصادرة الحريات وقمع الناس بصورة مبالغ فيها . ان اختلاق الاجهزة الامنية لبعض حوادث العنف والطائفية ليس غريبا وهذا يكون بغرض ايجاد مسوغ لممارسة العنف والقتل.
تصريح لمدير امن الاقصر نقلته منظمة هيومن رايتس ووتش بعد عملية القتل التى جرت فى نجع حسان حيث تم قتل اربعة مسيحيين بواس'Times New Roman',serif">تصريح لمدير امن الاقصر نقلته منظمة هيومن رايتس ووتش بعد عملية القتل التى جرت فى نجع حسان حيث تم قتل اربعة مسيحيين بواسطة الضرب المبرح من قبل اهالى القرية ، وقد ابلغ مدير الامن المنظمة قائلا " أن وظيفة الشرطة ليست التدخل ووقف عمليات القتل بل التحقيق فى ذلك " وثمة حوادث اخرى تشير اصابع الاتهام الى ضلوع الداخلية فى عمليات القتل الطائفى او اذكاء التعصب الدينى.
من خلال التصريح الذى ادلى به مدير امن الاقصر سوف يكون الطريق قصيرا لمعرفة سلوكيات ضباط الشرطة خاصة فيما يتعلق بالملف الطائفى والدينى ، تخلى مدير الامن عن مهمته وهو المكلف بحفظ الامن والنظام الى سلطات التحقيق وهى غير مخولة له . ولعل هذا يفسر اسرار تقاعس الشرطة ازاء القيام بأدوارها فى حماية المصريين.
المشهد الخامس
"بلغ عدد قتلى الشرطة خلال عهد محمد ابراهيم اكثر من 350 قتيل ، وهذا يعد ضعف عدد من قتل فى عهد حبيب العادلى وذلك خلال عام واحد فقط "
إن تراكم الازمات يجعلها تخرج من عالم الارقام الى علم الكيمياء حيث الازمات لاتكون بأعدادها ولكن من خلال التفاعلات الجارية فيها ، وهذا يوضح ظاهر القانون الذى يقول " لكل فعل رد فعل ".
يعد مشهد قتل اللواء فراج مشهد مؤلما وحزينا بكل المقاييس، فقد خرج اللواء مع عساكره من أجل الدفاع عن نظام وعن حكم وضد مصريين كوتهم نار فراق أحبابهم الذين تم قتلهم خلال فض اعتصام رابعة والنهضة. نار الانتقام حركت الجماهير ضد الشرطة من أجل الثأر لمعتصمى رابعة والنهضة. السلوكيات الثأرية التى مارستها الشرطة جعلت الشعب وبخاصة التيارات الاسلامية تنتهج نفس المنطق العدائى.
فى عهد اللواء إبراهيم تم استهداف الشرطة وأصبحت قدرتها الأمنية محل شك وأصبح الواقع الأمنى مشكوك فيه، فى عهد هذا الوزير دخلت قوات الأمن الحرم الجامعى لأول مرة منذ قامت ثورة يناير.
"زوار الفجر" هذا اسم اطلقه المصريين عن امن الدولة او الامن الوطنى حسب المسمى الجديد، فقد عادت قبضتها الامنية بشكل اعنف واشد فتكا، عاد زوار الفجر فى ظل الاستقطاب والحالة الثأرية التى يكتوى بها واقع المصريين. عادت لتشكل واقعا مريرا ولتذكر الثوريين والشباب بالواقع الذى تمنوا نسيانه
- See more at:
http://www.egyptianpeople.com/default_news.php?id=166486#sthash.w5Y3Jd4u.dpuf
الرئيسية 
أحدث الصور 
الأحد فبراير 09, 2014 3:43 pm