سيادة الفريق عبد الفتاح السيسي .. هل تسمح لي بأن أشاركك بعض ما يدور بذهنى ويقلق راحتي .. أنا يا سيادة الفريق مواطن مصري أعشق هذا البلد لكنى لا اتاجر بذلك ولا أبيع الوطنية للمواطنين .. ولا أدعي بأنني المصري الوحيد الذي يعشق تراب بلده .. فكل المصريون يعشقون تراب الوطن .. وحتى لا أطيل عليك سأدخل مباشرة فيما أريد أن اشاركك إياه ..
بلغني سيادة الفريق مثل غيرى من من تطلق عليهم الصحافة المصادر العسكرية بأنك رفضت طلب للقاء أعضاء الحزب الوطنى البائد ، وانك أكدت أن لا عودة لهذا النظام مرة أخري .. ورغم سعادتي بذلك إلا اننى لا أستطيع ان أصدق ذلك وانا اشاهد حملات التشويه والتنكيل بكل من شارك فى ثورة يناير، تللك الثورة التى سمحت لك يا سيادة الفريق بأن تكون وزيراً للدفاع .. كيف لعقلى ان يستوعب تلك الأحاديث بينما اعلاميو رجال أعمال مبارك يمرحون على شاشتهم متهمين الثورة التى حررت الوطن وحررت الجيش نفسه من جمال مبارك وفساده بأنها كانت مؤامرة دبرها جهاز الإستخبارات الأمريكى ..
سيادة الفريق .. هل تطلب منى أنا امنحك شيكا على بياض لحكم مصر بدون ان تقدم لى ما تنوى فعله لحل مشاكلنا العويصة؟ .. هل بلغك يا سيادة الفريق ان 45 % من المصريين تحت خط الفقر؟ .. هل تعلم يا سيادة الفريق ان شباب هذا البلد يموت فى عرض البحر ويأكل السمك لحمة أثناء هروبه من جحيم البطالة ؟.. هل دخلت يوماً مستشفى حكومى وشاهدت المرضى ينامون على البلاط ؟..
سيادة الفريق.. هل ترى نفسك ناصر جديد ؟ ثم هل تعتقد ان عبد الناصر كان رئيساً ديمقراطياً ؟ .. يعادى إعلامك امريكا ويتهمها بأن تتأمر هى والعالم على جيش مصر .. لماذا اذن تقبل المعونة العسكرية الأمريكية ؟ .. كيف تقبل بالتعاون مع جيش دولة تعاديك ؟ كيف تقبل منه أن يمد جيشك بالسلاح وطائرات الـ f16 وهو يريد تدمير جيشك ؟ .. ثم لو كان هذا الإعلام يكذب لماذا لا تظهر على الملأ وتقول الحقيقة ان كانت فى رأيك حقيقة ؟ ..
سيادة الجنرال .. نعم الشعب يحبك .. لكن ألم يكن الشعب يعشق عبد الناصر ايضا .. ألم تنتهك الحريات وتلغى الأحزاب السياسية وترسخ الدولة الشمولية أركانها فى ظل هذا العشق ؟ .. ما الذى يضمن لى يا سيادة الفريق أنك لن تكرر هذا السيناريو؟ .. أعذر لى وقحاتى .. هل ترى فى نفسك رئيس يستطيع أن يجعل مصر تلحق بركب الديمقراطية والتطور الحادث الأن في العالم ؟.. هل تطلب منى ان أمنحك صوتى لمجرد انك قائد لجيش بلادى ؟..
سيادة الفريق .. هل ستسمح لى أن أنزل الشارع وأهتف بسقوطك أنت ونظامك حين تحيد عن أهداف الثورة بدون أن تفقع عينى بنادق شرطتك ؟ أو تخترق رأسى رصاصة من الطرف الثالث ؟ .. هل سترانى خائن وعميل وطابور خامس ؟ ..
سيادة الفريق .. ماذا فعلت حينما كنت عضوا فى المجلس العسكرى إبان ثورة يناير والشرطة العسكرية تقتل الشباب فى محمد محمود وماسبيرو ؟ .. الم تتحالف مع الإخوان ضد القوى المدنية حينما وافق المجلس العسكرى علي تمرير استفتاء مارس 2011 ؟ .. كيف تكون مديراً للمخابرات وتسمح لجاسوس بالترشح لإنتخابات الرئاسة والجلوس على مقعد الحكم ؟ .. هل كنت تخشى ان تفقد موقعك ؟ ام لم تكن تعلم أنه جاسوس ؟ ..
سيادة الفريق .. من قتل ثوار يناير ؟ الإخوان كما يقول الإعلام ؟ .. لماذا اذن سمحت لهم بالمشاركة فى الحياة السياسية وأيديهم ملوثة بدماء أبناء شعبك ؟ .. سيادة الفريق .. ما رأيك فى تهانى الجبالى وأحمد الزند ومصطفى بكرى ولميس الحديدى وأحمد موسى وعماد أديب ؟ ..
سيادة الفريق سأكتفي بهذا القدر .. وأتمنى أن اسمع ردودك على كل ما طرحته .. وأريد أن اقول لك فى نهاية حديثى .. ساراقبك عن كثب .. وسأحترم خيار الشعب لو أختارك ومنحك شرف حكم مصر .. لكن لا تنتظر منى حب مثل حب الإخوان لمرسى .. ولا خنوع مثل خنوع الشعب لمبارك .