يعد "جاك بيتون" أو "رفعت الجمال"- المعروف بـ"رأفت الهجان"- هو السكين التي طعنت ظهر الموساد الإسرائيلي لأول مرة بتلك الصورة، حيث أنكرت المخابرات الإسرائيلية ما أعلنته المخابرات المصرية عن دور رأفت الهجان ووصفته بـ"الأكذوبة"، فيما بدأت إسرائيل بالاعتراف بالحقيقة في الثمانينات وتمكن من إقامة علاقات قوية بقيادات إسرائيل كموشى ديان وجولدمائير.
وتوجهت "الوطن" لمسقط رأس رأفت الهجان بشارع الشرباصي.. والجميع لا يعرف شيئًا عن حياة رفعت الجمال لعدم معاصرتهم إياه سوى عم عبده "وهو الحاج عبدالرحمن زيدان"، فكهاني كبير بشارع الشرباصي، يبلغ من العمر 72 عامًا.
ويقول عم عبده "أنا لم أعاصر رفعت لكني عاصرت عائلته التي كانت تتمتع بالأصل الطيب وحسن الخلق، وكان والده وعمه يعملان بتجارة الغلال وترك أشقاؤه محافظة دمياط في الأربعينات، كما أطلق على أحد حواري الشرباصي حارة الجمال، وبعد وفاة والده رحل رأفت وأشقاؤه الثلاثة للقاهرة".
ويتابع عم عبده حديثه قائلاً "رأفت كان شابًا وطنيًا جدًا، حيث كان عاشقًا لتراب البلد ولكنه في طفولته كان شقيًا جدًا، كما عشق التمثيل وأطلق عليه الجميع (الواد الفتك)، وكانت رأس البر ومسجد الشرباصي أحب الأماكن لقلبه".
ويقول عم عبده "فقدنا أي اتصال مع رأفت وأشقائه بعد سفره للقاهرة، وفوجئنا بقصته من المسلسل ولكننا لم نستبعد عنه أن يقوم بمثل هذا الدور لمصر، حيث كان رجلاً وطنيًا من الطراز الأول".
وأبدى الحاج عبده فخره بابن منطقته الذي لا يبعده عن منزله سوى مترين على أقصى تقدير.
ويقول أحد جيران رفعت "لقد علمت أن رفعت كان صاحب شركة سياحية بقرية دهب وهو من اكتشفها".
وبعد بحث طويل، وصلت "الوطن" لآخر أبناء عائلة الجمال بدمياط، ويقول سامي طاهر حسن سليمان الجمال (مواليد 1959م، مدير إدارة ببنك القاهرة)، إن "رفعت علي سليمان الجمال- الشهير برأفت الهجان- تربطني به صلة قرابة قوية، حيث كان نجل عم والدي عاش طفولته بدمياط حتى سن الـ12 عامًا ثم رحل وأشقاؤه الثلاثة للقاهرة بعد وفاة والده ووالدته عام 1939م".
ويتابع سامي حديثه قائلاً "رفعت مواليد 1927م كان يكبر والدي بثلاث سنوات، وعاش سنوات طفولته بدمياط وكان دائم التردد على رأس البر، تلك المدينة السياحية الشهيرة، حيث التقى باليهود كثيرًا منذ طفولته ولربما كان ذلك سببًا مباشرًا في سهولة مهمته بإسرائيل".
وتولى حسن الجمال، عم رفعت الجمال، تربيته هو وأشقاؤه الثلاثة- سامي ولبيب ونزيهة- بعد وفاة والده بعام، ثم سافروا للقاهرة للعيش بها حينما بلغ رفعت الاثنى عشر عامًا، وكان يعمل سامي مديرًا بالإدارة التعليمية، بينما يمتلك لبيب مكتب محاسبة، فيما تزوجت نزيهة بالعميد أحمد شفيق بالقوات المسلحة، وكان رجلاً ذو أخلاق رفيعة، ولم يكن رفعت على خلاف مع أشقائه بل كان على علاقة وطيدة بأشقائه رغم شقاوته ولكن كانت قد نشبت مشاكل بينه وبين شقيقه سامي لرغبته في العمل بالتمثيل.
ويتابع سامي حديثه قائلاً "توفي كل من سامي وهو الأخ من الأب فقط، كما توفي لبيب فيما تعيش الحاجة نزيهة الأخت الكبرى لرفعت بالقاهرة، وبات من الصعب قدومها لدمياط لكبر سنها حيث تعد نزيهة الشقيقة الأقرب لقلب رفعت حيث كانت الأم والأخت له، وتولت تربيته بعد وفاة والده ووالدته، حيث كان رفعت الأبن الأصغر المدلل في عائلته".
واعتزل رفعت الجمال المخابرت بعد حرب 1973، حيث تزوج وأنجب دانيال وجاءت زوجته لمصر لمعرفة حقيقة زوجها وتوفي في 30 يناير عام 1982م.
ويتابع سامي قائلاً، إن "الدراما جسدت ونقلت الجانب الواقعي في عمل رفعت المخابراتي، ولكنها أضافت الكثير من المعلومات غير الواقعية عن حياته الشخصية المتمثلة في علاقته بأشقائه"، وأبدى سامي إعجابه بتجسيد الفنان محمود عبدالعزيز لشخصية رفعت التي عمل على أن يجسدها بمهارة.
وأشار سامي للعقبة التي واجهت دانيال، نجل رفعت، في حصوله على الجنسية المصرية نظرًا لعدم إعلان المخابرات المصرية عن علاقة رأفت الهجان بها.