تحتفل مصر اليوم السبت، بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، التى راح ضحيتها المئات من خيرة شباب مصر، من أجل الثورة على الظلم والفساد ضد نظام مبارك، ومع قرب الاستعداد للاحتفال المصريين بثورتهم، تسيطر على العديد من الأسر المصرية حالة من الحزن الشديد على فقدان فلذات أكبادهم، دون أن يأخذوا حقوق أنبائهم، أو يعرفوا من الجناة الحقيقيين لكى يقتصوا منهم أمام القضاء.
ويقول محمود المنشاوى، مقيم منيا القمح، والد أول شهيد فى ثورة 25 يناير بالشرقية، أنه يحتسب نجله "محمد" (27 سنة) عند الله، ورفض التنازل عن حق نجله وصرف أى تعويضات من الدولة، مؤكدا أن كنوز الدنيا عنده لا تساوى نظرة واحدة فى وجه ابنه، خاصة أن هناك كثيرا من الناس حاولوا المتاجرة بدماء شهداء الثورة للوصول إلى أهدافهم ومطامعهم، وأتمنى من الله أن تخلد الدولة ذكراهم ولا تنساهم الناس.
وتسترجع زوجته "عفاف بيومى" والدة الشهيد، ذكرى يوم استشهاد نجلها، أنه خرج يوم 29 يناير عندما سمع ضجيجا بالشارع، خاصة أنه يسكن قريبا من مركز شرطة منيا القمح، وعندما نزل تمت إصابته بطلق نارى بالعين وتوفى فى الحال.
وأضافت والدة الشهيد، "لم تجف لى عين على فراق نجلى الذى كان يستعد لخطوبته على فتاة من العائلة، وأنها رفضت التنازل عن دمائه لوزارة الداخلية للمطالبة بالقصاص العادل، وكانت النتيجة أنه تمت براءتهم جميعا، ولم يقتص القانون من قاتل نجلى، وأتمنى من الله وأنا قلبى مجروح أن يهدى حال البلد، وأن يأتى التغير الذى بذلت دماء الشباب من أجله.
وتقول هويدا رمضان عيسى، أم الشهيد "عبد الله محمد العراقى" (15 سنة) طالب بالصف الأول الثانوى، ومقيم بندر منيا القمح، والذى خرج يوم 29 يناير لشراء سجائر من تاجر جملة، وأنه كان يساعدنى ويقف معى بكشك حلويات بمحطة منيا القمح، فزوجى متوفى وأعول 6 أبناء، وعبد الله كان يساعدنى خاصة أن عندى ابنا مريضا بالسرطان، وعند ذهابه لشراء السجائر من تاجر الجملة، بالقرب من مركز شرطة منيا القمح يوم 28 يناير، تمت إصابته من قبل رجال الشرطة بالمركز بطلق نارى بالعين اليمنى وتوفى فى المستشفى، وقالت" عايزة حق ابنى الذى لم تكرمه الدولة وتضع اسمه على شارع بالمدينة أو مدرسة".
كما طالبت أسرة الشهيد "أحمد خليل" (14 سنة) الذى استشهد يوم 28 يناير فى الأحداث التى شهدتها منيا القمح، أمام مركز الشرطة، بالقصاص العادل للطفل الذى كان يعمل فى كافتيريا ليعول أسرته وأمه وطالب الدولة بحق الشهداء الذين راحوا دون أى ذنب.
كما رفضت أسرة الشهيد "عبد الكريم أحمد رجب" (24 سنة) خريج علوم الأزهر جامعة القاهرة، من قرية الصنافين مركز منيا القمح أول شهداء ثورة 25 يناير بالتحرير بمحافظة الشرقية، أى تعويضات من الدولة، مؤكدة أن كنوز العالم لن ترجع لهم عبد الكريم مرة أخرى واحتسبته عند الله من الشهداء.
و"عبد الكريم" استشهد بميدان التحرير فى موقعة الجمل بعد إصابته بطلق نارى فى الرأس والرقبة، فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء، وخرج يوم 25 يناير مثل كل الشباب للتظاهر فى الزقازيق، ثم توجه مع شقيقه عبد المعطى، وعدد كبير من شباب القرية إلى ميدان التحرير يوم 26 يناير واستمر فى التظاهر إلى يوم الأربعاء الدامى، وكانت أمه دائمة الإلحاح عليه للزواج، فطلبت منه كثير أن يتزوج فرفض وأخبرها أنه سوف يتزوج من الحور العين، وقبل أن يذهب للتحرير بيومين كتب وصية أوصى فيها أمه أن تحتسبه عند الله من الشهداء، وأن تسامحه وندعى له بالرحمة وأن يتقبله الله من الشهداء.
وتقول ثريا محمد عطية، (52 سنة) ربة منزل، والدة الشهيد "محمد فريد حمدان" (33 سنة) من قرية منشأة العباسة مركز أبو حماد، والذى استشهد بعد إصابته بعدة طعنات فى موقعة الجمل بالتحرير ولديه 3 أطفال "يارا" 10 سنوات، و"أحمد" 8 سنوات، و"عبد الرحمن" 5 سنوات، رزقنى الله بسبعة أبناء محمد وفايزة وجميلة وسيد وحنان ورانيا وعبد الله، وزوجى عامل بسيط بمدرسة منشأة العباسة الابتدائية بالقرية، وسبق وتظاهر "محمد" يوم 28 يناير فى الشرقية ثم قبض عليه وأفرج عنه يوم 30 يناير، فقرر بأن يتظاهر فى ميدان التحرير، وجمع 50 شابا من شباب القرية وسافر معهم للتحرير يوم 2 فبراير، وتوسلت إليه بعدم السفر لأنه هو الذى ينفق على الأسرة وخوفا على أطفاله الصغار، ولكنه قال خليها على الله يا حاجة، ويوم موقعة الجمل كان محمد على موعد مع الشهادة بعد أن تلقى 8 طعنات فى الصدر بعد صراع عنيف مع البلطجية، وظل ينزف أكثر من 8 ساعات دون أن يسعفه أحد.
وتقول ناهد السيد خليفة أم الشهيد "وائل عبد الله" (24 سنة) قرية المنير مركز مشتول السوق، إن نجلها استشهد فى ميدان التحرير، وعثر عليه بعد 7 أيام من مشرحة مستشفى زينهم، والدولة قامت بوضع اسم الشهيد وائل مجاملة على مدرسة ابتدائى بالقرية، ويوم الاستفتاء فوجئت أثناء توجهى للانتخاب أن المدرسة ما زالت تحمل اسم الرئيس الأسبق مبارك، ومش عايزة حاجة من الدنيا غير وضع اسم وائل على المدرسة، خاصة أنه لم يتزوج وكان نفسه يقوم ببناء المنزل لأشقائه، وأطالب الدولة بتوفير فرصة عمل لشقيقه تامر 29 سنة.
الرئيسية 
أحدث الصور 
السبت يناير 25, 2014 1:10 pm