بعض الأخطاء لا يكفى أن تدفع ثمنها مرة واحدة، بل يظل وزرها يلاحقك طيلة العمر، ذلك ما حدث مع الإسلاميين فى ثورة يناير، شارك فيها شبابهم منذ البداية ولحقت بهم التنظيمات فى جمعة الغضب، ولعبوا دورًا رئيسيًا فى حمايتها خصوصاً خلال موقعة الجمل، إلا أن أخطائهم اللاحقة فى محمد محمود، حيث تخلى جماعة الإخوان عن التظاهر، وبعدها فى مجلس الوزراء، وسوء أدائهم فى الحكم خلال عام والرغبة فى الاستئثار أعطى قوى الثورة المضادة الفرصة فى تشويههم، وتحميلهم جميع أوزار الثورة، واتهامهم بقتل المتظاهرين خلال الثورة، وفتح السجون، والتخابر مع جهات أجنبية ضد الدولة المصرية. وبالرغم من أن الذكرى الأولى للثورة جاءت والتيار الإسلامى فى "شهر عسل" مع العسكر، ورفضوا الهتاف فيها ضد حكم العسكر مؤكدين أنه سيلتزم بتسليم السلطة، وفى الذكرى الثانية نزل الثوار ليهتفوا ضد الجماعة ويستبدلوا هتاف "يسقط حكم العسكر" بـ"يسقط حكم المرشد"، تأتى الذكرى الثالثة للثورة وقد تبدلت الأدوار وأصبح التيار الإسلامى هو من يهتف بسقوط حكم العسكر، وينادى بإشعال ثورة جديدة، بعد أن عاد معظم قياداته إلى السجون، وعادت الممارسات القديمة معهم. ولقد أكد التحالف الوطنى لدعم الشرعية, أن الذكرى الثالثة للثورة ستمثل اندلاعًا لثورة جديدة, يسقط فيها الانقلاب العسكري" فالنواصل أيام الغضب والتحرر الوطنى، لنستعيد ثورة 25 يناير وندحر الباطل الأكبر، ونمكن إرادة المصريين الحرة التى غدر بها فى 11 فبراير 2011 ثم اختطفت قسرًا منذ 3 يوليو2013، مختتمين بـ"اللهم بلغنا 25 يناير".