رحاب أحمد وسارة رشاد ورباب الشاذلى وإيمان هانى الجمعة, 24 يناير 2014 00:46 كغيرها من الثورات والأحداث الكثيرة التى يمر بها العالم، التصق بثورة 25 من يناير 2011 بعض من الأمور التى سيذكرها التاريخ، فى تفصيله لوقائعها ويومياتها, ولعل أشهر هذه الأمور وأكثرها إثارة، ما يتعلق بردود الأفعال التى صاحبت الثورة منذ بدأت بتظاهرات سلمية، مرورًا بالتصعيد الأمنى فى التعامل مع المتظاهرين، ثم انسحاب الشرطة، واقتحام السجون وحرق مراكز الشرطة وإطلاق البلطجية الذين انتشروا فى شوارع مصر، عابثين بها فسادًا، وحتى نهاية الثورة بخلع مبارك ونظام حكمه الفاسد. وردود الأفعال التى نقصدها هنا لا تتعلق بمجرد مواقف أو أحداث وإنما آراء, آراء أشخاص اختلفت كليًا لمجرد أن السفينة بدلًا من أن تغرق فى الاتجاه الثورة غرقت فى اتجاه السلطة التى اعتبروها المنجى لهم والجبل التى يجب أن يحتموا فيه من أى طوفان, لذلك كانوا لابد أن ينجو حتى ولو تغيرت مبادئهم التى ظلت 30عامًا على خطى واحدة, فبعد أن حققت الثورة أهدافها ونجحت فى تغيير وجه مصر الذى أصابه العجز طوال الثلاثين عامًا الماضية، ليغيروا مواقفهم أكثر من مرة دون أن تمس حمرة الخجل وجوههم، فقبل 25 يناير يمجدون بحمد النظام وبعده يلعنوه، وعند تعثره يبحثون عن أول سكين ليذبحوا الثورة به، والبقية تأتى. وإذا كان موقف العاملين فى وسائل الإعلام القومية مفهوم، فهم يعبرون عن السلطة الحالية أيًا كانت، طالما أنها تطعمهم، إلا أن غير المفهوم هو تغير موقف العديد من الشخصيات العامة أكثر مما تغير الساعة عقاربها، وكان على رأس هؤلاء إعلاميون. إبراهيم عيسى ميكس كل حاجة والعكس ولقد كان تغير موقف إبراهيم عيسى أكثر ما أثار علامات التعجب فى الفترة الأخيرة، حيث لم يقتصر موقفه على رفض الإخوان أو اتهامهم بقتل المتظاهرين فى الثورة واقتحام السجون، بل تعداه إلى تبرئة الداخلية بصورة غير مباشرة، ليقول فى شهادته أمام المحكمة إنه لا يعرف من أطلق الرصاص على المتظاهرين فى ثورة يناير، وذهب ليسلم على مبارك خلال الجلسة. حسام عيسى .. جاهد لإسقاط الحرس الجامعى وأعاده فى حكمه وبنفس الأسلوب غير الكثير من مناهضى العصر السابق مبادئهم بمجرد أن تغيرت مواقعهم من السلطة، فالدكتور حسام عيسى، عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، الذى جاهد طويلًا من أجل إلغاء الحرس الجامعى فى عهد مبارك، عندما تولى منصب وزير التعليم العالي، وأمام تظاهرات طلاب الإخوان داخل الجامعة، أعاد الحرس الجامعي. من جانبه وصف الشاعر محمد القصبى السلفيين بأنهم القطاع الأكبر من المتحولين فى مصر، بجانب آخرين، يشكلون خطرًا كبيرًا على ثورة 25 يناير، لأنهم لم يكن يخلعون عباءة النظام القديم، بل ارتدوا فوقها عباءة الثورة مثل الدود ينخر فى عظام الثورة، مضيفًا أن كثيرًا من الإعلاميين والفنانين والمثقفين منافقين، مطالبهن باعتزال العمل الإعلامي، وشبههم بمن يأكلون على كل الموائد، فى إشارة لعدم ثباتهم على مبدأ واحد، ومن الفنانين المتحولين ذكر توفيق أشرف زكي، وسماح أنور، وعادل إمام، وغيرهم. بالإضافة إلى أنه وصف المتحولين بالانتهازيين، مشيرًا إلى أن خيانة المثقف ونفاقه للسلطة ليس بجديد، مختلفًا مع من يضخم تأثير المثقف فى الشعب، نظرًا لأن البسطاء لا يدركون مفردات الخطاب الثقافى الذى يستعمله المثقف، بالإضافة إلى أنه يخاطب الجماهير دائمًا بلغة استعلائية لا يستسيغونها، مؤكدًا أن دور المثقف يتضاءل أمام الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم.