تكسو ملامح وجهها بهجة وتفائل، ملأت بهما قلوب محبيها على مدار 37 عامًا من التوهج الفني قدمت خلالهم 112 فيلمًا، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.
ولدت "فاطمة أحمد شاكر" الشهيرة بـ"شادية" في حي "عابدين" أحد المناطق الشعبية في قلب القاهرة، في العشرينات من القرن الماضي.
اكتشفها المخرج أحمد بدرخان في "ستوديو مصر" حينما قدمت للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك"، وخطفت أنظار الحضور، في أول تجاربها الفنية التي كانت تقدم فيه دورا صغيرا.
رشحها "بدرخان" لدور البطولة في فيلم "العقل في إجازة" أمام الفنان محمد فوزي، وحقق الفيلم رواجًا كبيرًا ما جعل "فوزي" يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام منها "الروح والجسد"، و"الزوجة السابعة"، و"صاحبة الملاليم"، و"بنات حواء".
شادية بلبلة السينما المصرية
"شادية" صاحبة الوجه "البشوش والضحكة الصافية" قدمت أكثر من "دويتو" فني ناجح مع عمالقة السينما المصرية.
وحققت أفلامها إيرادات كبيرة مع الفنان أنور وجدي في "ليلة عيد" و"ليلة الحنة"، ثم توالت نجاتها مع الفنان كمال الشناوي فحققت إيرادات "بنت عمارات وجابت أراضٍ" على حد وصف "الشناوي".
شكلت مع الراحل محمود ذو الفقار "ثنائي تاريخي" قدما أفلامًا حفظت في أرشيف السينما المصرية لسنوات عديدة أبرزها "مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، و"عفريت مراتي"، و"أغلى من حياتي" وهو أحد روائع ذو الفقار الرومانسية، وقدما من خلاله شخصيتي "أحمد ومنى" كأشهر عاشقين في السينما المصرية.
دخلت "شادية" مدرسة "محفوظ" الإبداعية في ستينات القرن الماضي، فقدمت روايات "اللص والكلاب" و"زقاق المدق" و"ميرامار"، و"شيء من الخوف"، و"نحن لا نزرع الشوك".
شادية بلبلة السينما المصرية
وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي، وعبدالمنعم مدبولي، وأحمد بدير، واستمر عرضها لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، وكانت المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة، في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح.
شادية "بلبلة السينما" المصرية التي تربعت على عرش السينما المصرية قرابة الربع قرن أبت أن تعتزل إلا وهي في القمة، وفاجأت الجميع بارتدائها الحجاب واعتزلها الفن في ثمانينات القرن الماضي تاركة صورة ابتسامها الصافية في أذهان محبيها.