ولد قبل 91 عامًا، عاش 29 عاما منهم مختبئا في أدغال إحدى جزر الفلبين، بعيدا عن أعين القوات الأمريكية والفلبينية، ظنا منه استمرار الحرب العالمية الثانية، منتظرا تعليمات جديدة من قادته في الجيش الياباني، الذي أمره بأن يظل في موقعه ويتجسس على القوات الأمريكية، رافضا أن يقتنع بأن الحرب انتهت وأن اليابان خسرت، إنه ضابط المخابرات الياباني السابق هيرو أونودا، الذي توفى أمس 17 يناير، بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة في مستشفى بطوكيو.
نعاه أمين عام رئاسة الوزراء اليابانية يوشيهيدي سوجا، اليوم، في مؤتمر صحفي في طوكيو، مشيدا بإرادته القوية في العيش، وروحه التي لا يمكن هزيمتها، قائلا، "بعد الحرب، عاش السيد أونودا في الغابة لسنوات وعندما عاد الى اليابان، شعرت في نهاية المطاف، بان الحرب قد انتهت. هذا هو ما شعرت به"
ظل أونودا في الغابة في جزيرة لوبانج في الفلبين، حتى عام 1974، لأنه رفض أن يصدق أن الحرب انتهت، على الرغم من أربع عمليات بحث، ناشده أفراد أسرته خلالها في مكبرات صوت، كما ألقت عليه الطائرات منشورات تحثه على الخروج من مخبئه، لكنه هو وبقية اليابانيون قبل واثناء الحرب كانوا يتعلمون الولاء المطلق للأمة والامبراطور.
تمسك ضابط المخابرات بالأوامر التي تلقاها من قائدة عام 1945، بأن يظل في موقعه ويتجسس على القوات الأمريكية، ولم يستسلم حتى لجأت اليابان إلى إرسال قائده السابق بطائرة إلى الفلبين، حيث أونودا مختبئ انصياعا لأوامره، ليطلب منه تنفيذ أوامر جديدة بالعودة إلى اليابان، ليصدق أخيرا أن الحرب قد انتهت.
دخل أونودا أدغال الفلبين وهو في عمر 23 عاما، ليخرج من المخبأ مستقيما وهزيلا في ملابس مموهة، تم ترقيعها عدة مرات في مارس 1974 في يوم ميلاده الثاني والخمسين، ليحظى هو والسرجنت شويشي يوكو، أحد الجنود الآخرين المختبئين من الحرب العالمية الثانية، والذي خرج من الغابة في 1972، باستقبال الأبطال عند عودتهما إلى بلدهما.