لو أعلن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ترشحه للانتخابات الرئاسية، لتشككت فى الأمر، ولقلت إنهم ظلموا الرجل باتهامه بأنه خلية إخوانية نائمة، وأنه لم يتخل يوما عن ولائه للجماعة وإيمانه بكل أفكارها، وأن إخفاءه ذلك ما هو إلا تمويه الهدف منه الحفاظ على خطوط خلفية للجماعة.
لكن «أبوالفتوح» لم يترك لى أى فرصة، فأكد كل ما يقال بإعلانه عدم ترشحه لأسباب واهية وكوميدية عن عدم سلامة العملية الانتخابية، ولا أستبعد بعد انسحابه أن يسارع برفع دعاوى قضائية لإيقاف الانتخابات التى يشكك فيها قبل أن تبدأ!!
لو لم يعلن حمدين صباحى ترشحه، ما سارع «أبوالفتوح» فى اليوم التالى بإعلان عدم ترشحه.. ولكن ما العلاقة بين الاثنين؟ وهل هذا يعنى تنسيقا ما بينهما؟!
حتما لا أرى أى علاقة بين الاثنين، ولا أشك فى تنسيق الآن بينهما، وإن كان هذا واردا فى عالم السياسة وفى سباق الرئاسة!!
ما أقصده أن ترشح «حمدين»، وهو ليس خصما لينا، ومعه عدد كبير من الشباب الثورى والغاضبين من التعامل الأمنى والأحكام القضائية التى طالت الشباب، يمكن أن يكون منافسا للمشير السيسى فى حال ترشحه، خاصة إذا انضم اليه الإخوان والمتعاطفون معهم من التيارات الإسلامية!!
فإذا ترشح «أبوالفتوح» فإن الأصوات ستتفتت ويكتسح السيسى بالضربة القاضية، لذا فيبدو الأمر كأن الجماعة من خلف أسوار السجون أو التنظيم الدولى أعطوا تعليماتهم لأبوالفتوح بإعلان عدم ترشحه حتى يطمئن «حمدين» ومن معه ومن ضد السيسى فيواصلون حشدهم، مع التوقع بظهور مرشحين بلا جماهيرية على أمل أن تكون هناك إعادة بين السيسى وحمدين.
كل المؤشرات كانت تؤكد أن «أبوالفتوح» سيترشح ولكن ترشح «حمدين» كشف ورقة التوت التى كانت تستر إخوانيته المستترة!!
هذا لا يعنى بأى حال رفضى أو غضبى من ترشح حمدين صباحى أو أى مرشح آخر، فنحن نحلم بانتخابات ديمقراطية بين أكثر من متنافس، و«حمدين» منافس مشرف سيزيد من حلاوة فوز المنافس، وهو هنا محتمل حتى الآن، والصندوق وصوت الشعب هو الذى سيكشف صاحب الشعبية الحقيقية، وسيثبت للعالم أن خارطة الطريق لم تكن لحساب شخص.
ولم نكن نرضى برئيس بالتزكية أو عبر استفتاء عليه حتى لو كان هذا الشخص هو المشير السيسى الذى سيفرض عليه وجود منافس مثل «حمدين» بذل مزيد من الجهد، ليثبت أنه الجدير برئاسة بلد كبير وعظيم مثل مصر.
المفاجآت لم تنته بعد، فحتى فتح باب الترشح وإغلاقه سنرى العجب.. فانتظرونا بعد الفاصل!!