ا شك أن الرئيس القادم لمصر سواء كان عسكريًا أو مدنيًا سيكون طريقه ملبدًا بالألغام على جميع المستويات، فهو سيواجه بملفات اقتصادية شائكة، بالإضافة إلى الملف الأمني المتدهور هذا بجانب الملف الأكثر قوة وهو التعامل مع الإخوان المسلمين والوصول إلى نقطة تصالح بين جميع القوى السياسية ومن الواضح أن الرئيس القادم لن يكون طريق الرئاسة مفروشًا له بالورود بل سيكون هناك ملفات شائكة بانتظاره. ومن أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة - إن لم يكن أقواهم - هو المشير عبد الفتاح السيسي والذي لن يكون الطريق إلى كرسي الرئاسة سهلاً بالنسبة له، خصوصًا أن التسريبات التي كشفت عن ملامح كبيرة وعديدة من خطته لحكم مصر إذا أصبح رئيسًا، والتي أبرزها رفع الدعم عن بعض المنتجات الأساسية كالطاقة والخبز، بالإضافة إلى دفع قيمة الخدمة والصحيان بالنسبة للمواطنين من الخامسة فجرًا، فكل هذه الملامح تجعل من دولة السيسي لا تراعي العيش الكريم للمواطن. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" أبرز ملامح دولة السيسي كما جاء في تسريباته ورأي المحللين السياسيين والاقتصاديين والإسلاميين في هذه الملامح. رفع الدعم ودفع قيمة الخدمة يتصدران ملامح دولة السيسي "بالنسبة للي بيتكلم عن الأمن والنظافة.. هتدفع؟ أنا معرفش حاجة اسمها ببلاش.. وأنا بتكلم بجد.. ولازم يا مصريين تتعودوا.. تاخد خدمة.. تدفع تمنها.. طالما كده هتلاقي كوين سيرفس ونظافة وأمن وكل اللي أنت عايزه".. "انتوا عايزين يبقى ليكوا شأن أنا عارف سكتي لكن أنتوا تستحملوا.. تستحملوا إني أمشيكم على رجلكم كل يوم.. تستحملوا إني أصحيكم من الساعة 5 الفجر.. تستحملوا إني أشيل الدعم مرة واحدة.. تستحملوا إن الأكل ننكمش فيه.. تستحملوا التكييف ننكمش فيه.. الناس فاكرين إني راجل سوفت مش كده يا عباس" هذه هي ملخص دولة السيسي حال وصوله إلى كرسي الرئاسة الكد والتعب والجهد، بالإضافة إلى عدم وجود أشياء مجانًا لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا في حال تطبيق هذه القواعد في دولة السيسي فهل سيؤدى ذلك إلى غضب شعبي جارف من الممكن أن يصل إلى أن تقوم ثورة مرة أخرى أم أنه سيتفاعل المواطنون مع هذه الأفكار.. الأيام القادمة هي الوحيدة التي تستطيع الإجابة عن هذا السؤال. السيسي: راودتني الأحلام برئاسة مصر بثت قناة "أحرار 25" بتاريخ 11 ديسمبر 2013 مقطع فيديو مسربًا جديدًا للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، قال فيه إنه على ثقة من أنه سيصبح رئيسًا لمصر، استنادًا إلى ما قال إنها رؤى رآها في المنام، وفق حديثه مع ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم"آنذاك"رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم حاليًا. وسأل رزق السيسي: هل كنت تحلم بقيادة جيش مصر؟ فرد: قيادة الجيش المصري ولا أكتر من كده؟ أنا من الناس اللي كان لهم تاريخ طويل من الرؤى، وده لك أنت يعني، أنا بطلت أتكلم عن المنامات والرؤى من 7 أو 8 سنين؛ لكن أنا دايمًا كان ليه منامات ورؤى وشفت كثير جدًا من الأمور اللي حصلت بعدها ومحدش قدر يفسرها من 35 سنة. وأبى السيسي أن يقص رؤياه على رزق إلا بعدما أخذ منه عهدًا بأنه لن ينشرها في الحوار، وقال له رزق: "مش هنشرها لألألأ بس هستخدمها بعد كده" فقال السيسي: شفت في المنام من سنين طويلة جدًا من 35 سنة إن أنا رافع سيف مكتوب عليه "لا إله إلا الله" باللون الأحمر، وإن أنا في إيدي ساعة ضخمة جدا عليها نجمة خضرا والناس بتسألني "اشمعنى أنت اللي معاك الساعة دي" فقلت لهم مكتوبة باسمي هي أوميجا وأنا عبد الفتاح. وأكمل السيسي: "ورحت حاطط الأوميجا مع العالمية مع عبد الفتاح.. وفي منام تاني بقى حد قالي هنديك اللي مديناهوش لحد؛ ومن الآخر كنت مع السادات وقالي أنا كنت عارف إني هابقى رئيس الجمهورية قلت له وأنا عارف إني هبقى رئيس جمهورية"، فسأله رزق: "حسيت إيه لما شفت صورك جنب صور عبد الناصر ولما عبد الحكيم ابنه قال إنك الأجدر على حكم مصر" فأجاب السيسي: "في دعوة بقولها يارب أكون كده". مع قادة الجيش السيسى يخطب ود رجاله بقوله "انتم القوة الوحيدة فى الدولة" وفى تسريب مسجل آخر، قال المشير السيسى إن الجيش هو القوة الوحيدة الباقية في الدولة وأن الداخلية تعرضت لضربة قوية جدًا، والمؤسسات الأمنية الأخرى قوضت سلطاتها، وأن الدولة المصرية تعانى مشكلة وجود، لأن وجودها أصبح على المحك وأن الجيش هو القوة، ولكن فى ناحية أخرى أنه لن يستخدم هذه القوة للثأر من أي فصيل أو أى قوة فى المجتمع المصري. وأضاف السيسى مخاطبًا قادة القوات المسلحة قائلا: "الجيش ملاذ الأب اللي عنده ابن خيبان". السيسي يرى ضرورة رفع الدعم وخفض المرتبات إلى النصف ومن أهم التسريبات التي تكشف وبشدة ملامح دولة السيسي حال وصوله إلى كرسي الرئاسة، ذلك التسريب الذي أذاعته قناة الجزيرة بتاريخ 22 نوفمبر 2013 والذي يدعو فيه لزيادة الأسعار بغض النظر إذا ما كان التوقيت مناسبًا أو غير مناسب. وأشاد السيسي بالرئيس الراحل أنور السادات وزيادته للأسعار، قائلا: "السادات حب يحل مشكلة مصر سنة 1977، وهي أن تشتري الحاجة بثمنها، يعني لو بجنيه تأخذها بجنيه". وتابع "لا يصح أن نقدم 107 مليارات جنيه دعمًا للطاقة و17 مليار جنيه دعمًا للخبز الآن"، مشيرًا إلى أن ألمانيا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا خفضوا المرتبات 50% ولم يتحدث أحد من الشعب. وأضاف "موضوع الدعم لينا معه وقفة، لازم تتعودوا يا مصريين لو تأخذوا خدمة لازم تدفعوا تمنها، سعر الأنبوبة 67 جنيه ويجب أن يدفع الناس ثمنه". السيسي: "أنا عذاب ومعاناة والناس هتصحي معايا من الخامسة فجرًا" وفي تسريب آخر، أذاعته قناة الجزيرة مباشر مصر يوم 27 يناير 2014 للفريق المشير السيسي وزير الدفاع وصف نفسه بأنه "عذاب ومعاناة". وقال السيسي: "العقد اللي بيني وبين الناس عشان أتولى مسئوليتكم العقد ده ممكن يكون طرفًا لأي حد إلا السيسي.. السيسي ده عذاب ومعاناة". وأضاف في المقطع الثاني: "أنتوا عايزين يبقى ليكوا شأن أنا عارف سكتي لكن أنتوا تستحملوا.. تستحملوا إني أمشيكم على رجلكم كل يوم.. تستحملوا إني أصحيكم من الساعة 5 الفجر.. تستحملوا إني أشيل الدعم مرة واحدة.. تستحملوا أن الأكل ننكمش فيه.. تستحملوا التكييف ننكمش فيه.. الناس فاكرة إني راجل سوفت مش كده يا عباس". السيسي: "اللي بيتصل بالتليفون يدفع واللي بيسمعه يدفع" كما بثت شبكة رصد الإخبارية بتاريخ الثالث من أكتوبر 2013 فيديو للمشير السيسي يستعرض فيه رؤيته الاقتصادية لحل مشاكل مصر. وقال السيسي في الفيديو "أنا لو حكموني على موضوع التليفونات ده هخلي اللي بيتصل بالتليفون يدفع.. واللي بيسمعه يدفع.. عشان الناس طول اليوم بتتكلم في التليفون"، وأردف: "عمر البلاد ما تكبر ويكون ليها إرادة عمل وقتال طول ما هي كدة.. إيه دة؟ إيه دة؟ ايه دة؟ انتوا مفيش عندكم غير التليفونات ولا إيه؟.. طالما انتوا عندكم استعداد تدفعوا فلوس كده يبقي نأخذ منكم عشان نبني بلدنا". السيسي: "تأخذ خدمة تدفع تمنها" وقال في نفس التسريب: "بالنسبة للي بيتكلم عن الأمن والنظافة.. هتدفع؟ إنما ببلاش؟ أنا معرفش حاجة اسمها ببلاش.. وأنا بتكلم بجد.. ولازم يا مصريين تتعودوا.. تاخد خدمة.. تدفع تمنها.. طالما كده هتلاقي كوين سيرفس ونظافة وأمن وكل اللي أنت عايزه". اللبيدي: السيسي لم يتحدث عن الهاربين من الضرائب في البداية، أكد المحللون السياسيون من جانبهم، أن الشعب لن يتنازل عن حريته فى المرحلة القادمة مقابل تحقيق القبضة الأمنية وعودة الدولة البوليسية مرة أخرى، فيقول حسن اللبيدى، الخبير السياسى، إن التسريبات التي تذيعها بعض الفضائيات للمشير عبد الفتاح السيسي، تدل على انحيازه الواضح للرأسمالية، فلا دور للدولة وأن الخدمة تقدم فقط لمن يدفع ثمنها، فهو يتحدث عن السعر الحقيقي لأنبوبة البوتاجاز، ولا يتحدث عن الهاربين من الضرائب من رجال الأعمال وأحدهم تهرب من 11 مليار جنيه، وأنه بالضغط عليهم في عهد الرئيس السابق محمد مرسي حصلوا منهم على 7 مليارات جنيه على أن يدفعوا باقي المستحق عليهم في وقت لاحق، فما كان من هؤلاء إلا أن ساعدوا في الإطاحة بالرئيس مرسي، ولم يدفعوا ما عليهم للدولة حتى الآن. وأضاف اللبيدي أن المشير السيسي ألمح قبل ذلك أنه لن يترشح إلى الرئاسة لكنه غيّر كلامه، أما بالنسبة لكل تسريباته عن الرؤى والأحلام كلام لا يهدف إلى شيء فهل يحكم مصر بالأحلام فقط وما يراه في المنام، فأنت أمام أزمة مياه طاحنة ستقابلك، وأزمة طاقة سوف تؤثر عليك، وأزمة غذاء لأنه ليس لديك ما يكفيك من الطعام فلابد أن يقدم لنا الضمانات الكافية التي تؤكد أنه يستطيع إنجاز ما يمكن تحقيقه في خمسين عامًا فى خمس سنوات فقط ولا تكون مجرد وعود وهمية ولا يستطيع تحقيقها فهناك مشاكل لا تستطيع حلها إلا بمدة أكبر من ذلك تصل إلى عشر سنوات مثلا فلذلك من يقول كلمة لابد أن يكون متأكدًا أنه يستطيع تنفيذها لأننا اكتفينا من الكلام. الخطيب: التسريبات تنال من شعبية السيسي ومن جانبه، قال المستشار أحمد الخطيب، رئيس محكمة استئناف القاهرة، إن تحقيق الأمن والاستقرار وحماية الحريات من واجبات رئيس الجمهورية القادم بنص الدستور باعتبار الرئيس رأس السلطة التنفيذية ويتفرع منه الالتزام بتحقيق مصالح المواطنين. وأشار الخطيب إلى أن الشعب المصري يهمه في المقام الأول تحقيق الأمن باعتباره الدعامة الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد المصري بجميع قطاعاته ولكن لن يقبل الشعب أن يتنازل عن حريته في المرحلة القادمة مقابل تحقيق القبضة الأمنية وعودة الدولة البوليسية مرة أخرى، وأن تحقيق الأمن مع صيانة جميع الحريات التي يكفلها القانون للمواطن المصري هما جانبان متلازمان لا ينفصلان أبدًا وهذه المعادلة الصعبة هي التي تضمن قبول الشعب برئيس جديد لمصر. وأن الرئيس القادم لابد أن يعمل على وجود توازن بين احترام الحريات والمعارضة السلمية وعدم استغلال حجة الانفلات الأمني فى قمع الحقوق والحريات. ولفت إلى أنه فى حالة قمع الحقوق والحريات فإن الشارع المصري سوف يخرج إلى الشارع بكثافة مرة أخرى كما خرج فى 25 يناير، رغم التواجد الأمني الكثيف من رجال حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق ولم يشفع استقرار الأوضاع الأمنية بصورة نسبية في الشارع فى أواخر عهد المخلوع مبارك من خروج الشعب للمطالبة بالحرية وانتهاء عصر القمع النفسي والأمني. وأكد الخطيب أن الشعب المصري لن يقبل المزايدة عن أمنه وحريته، فكلاهما لا غني عنهما والدليل خروج الشعب للمطالبة بحريته التي كانت مصطحبة باعتبارات الأمن الذي تم تركه لثلاث سنوات. ويعتقد الخطيب أن فرض قيود على الإعلام المصري وتحويله إلى مسار وحيد لن يستمر طويلاً، وسوف تتلاشى القيود وتتساقط الأقنعة بسبب وجود وسائل إعلامية أجنبية متعددة فى الفضاء الإعلامي يمكنها اتساع جميع وجهات النظر وعرض الحقيقة من أرض الواقع. وأن تقاعس الإعلام الوطني عن ممارسة دوره الريادي والتنويري فى عرض جميع وجهات النظر والتحيز لوجهة نظر معينة فسوف يؤدى إلى فقد مصداقيته أمام الشعب المصري، ويتخذ المواطنون القنوات الفضائية الأجنبية مقصدًا للتعرف على الحقائق ومعرفة ما يحدث على أرض الواقع، مثلما حدث معه فى 25 يناير حيث إن السيسي يستطيع فرض ضرائب ورفع الدعم ولكن الإعلان عنها الآن سوف تؤدى إلى فقد شعبيته. جودة: رغيف العيش لا يجب الاقتراب من دعمه خبراء الاقتصاد أكدوا أن رفع الدعم عن السلع الذي أشار إليه السيسي في تسريباته قد يؤدي إلى غضب شعبي كبير، فيقول صلاح جودة، الخبير الاقتصادي والمستشار الاقتصادى للمفوضية الأوروبية تعقيبًا على تسريبات المشير السيسي، إن الشعب المصري مازال يعاني من عدة مشاكل في سلوكياته أهمها سوء الاستخدام وعدم الترشيد، فالتموين الذي يحصل عليه الفرد قد ينفد في يومين دون وجود أي خطة أو حسن استخدام، وهو نفس ما سيحدث مع الدعم النقدي، فسوف يصرف المواطن ما سيحصل عليه من أموال، ومن ثم لا يجد حلولاً لذلك. فلو تم تحويل الدعم من عيني لنقدي سنرى مزيدًا من العنف بين فئات المجتمع وانتشار السرقة والتي لن يستحرمها الفقراء، كما ستؤدي بالضرورة لثورة جياع مرة أخرى. وأشار جودة إلى أنه يجب استبدال فكرة إلغاء الدعم بشكل كامل بإنشاء صندوق لترشيد الدعم، مشيرًا إلى أن هناك سلبيات كثيرة ستترتب على قرار إلغاء الدعم وعلى رأسها ارتفاع تكلفة النقل، وزيادة تعريفة المواصلات، وبالتالى سترتفع قيمة نقل البضائع، الأمر الذى من شأنه التأثير بالسلب على التصدير والاستيراد كرد فعل طبيعي لارتفاع تكلفة الشحن والنقل لأن إلغاء دعم الطاقة بالنسبة لبعض المصانع سوف يؤدى إلى تراجع هذه الصناعات خاصة التصدير. وأضاف جودة أن المبلغ الذي سيحصل عليه المواطن بدلاً من الدعم سيكون مبلغًا زهيدًا ويحقق كارثة شديدة، فكيف يمكن في شعب أغلبيته تحت خط الفقر تستطيع تحديد من يستحق هذا الدعم من عدمه فلا توجد رقابة، فالاقتصاد المصري مازالت تحتكره قلة من الأثرياء هم المستفيدون من هذا النظام، بينما سيزداد الفقراء فقرًا، مؤكدًا أن رغيف العيش على سبيل المثال لابد من عدم الاقتراب منه، وأنه يجب التفكير فيما سيعانيه الناس من أزمات. عبده: السيسي لن يستطيع تنفيذ ما ذكره في تسريباته من جانبه، يقول رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية، إن المشير عبد الفتاح السيسي لن يستطيع أن يقوم بتنفيذ ما ذكره في التسريبات التي أشارت إلى اتجاهه إلى رفع الدعم عن الطاقة وعن الخبز وبيع المنتجات بأسعارها الحقيقية إلى الجمهور، مؤكدًا أن هذا سوف يؤدى إلى حدوث غضب شعبي كبير. وأشار إلى أن كلام السيسى عن رفع الدعم وزيادة الضرائب، هو مجرد دردشة عابرة، أما حال ترشحه للرئاسة سوف يتغير هذا الكلام تمامًا، لأن بعد الثورات تتزايد طموحات الشعب في الحصول على معيشة أفضل عن طريق زيادة مرتباتهم وتخفيض الأسعار متجاهلة الآثار السلبية التي تنتج نتيجة للانفلات الأمني والتي تحتاج إلى أعباء مالية كبيرة قد تضاعف من معاناة الدولة. وأوضح عبده أن فشل الحكومات السابقة في تلبية احتياجات الشعب المصري كان نتيجة ارتفاع سقف الطموحات مع عدم وجود آلية لتنفيذ المطالب وارتفاع نسبة المصروفات بصورة أكبر من الإرادات، مما يجعل الحكومة عاجزة عن تلبية مطالب الشعب وغير قادرة أيضًا على اتخاذ إجراءات تصحيحية قد تضر بالمواطنين، وتؤدى إلى ثورة جديدة, كفرض ضرائب إضافية ورفع الدعم عن بعد السلع، الأمر الذي يمكن للمشير السيسي أن يتخذها مستقبلًا وليس الآن حتى لا يفقد شعبيته، لأن الشعب يرفض هذه الإجراءات. وأضاف عبده أن الرؤية الاقتصادية للمشير عبد الفتاح السيسى سوف تتحدد من خلال الفريق الذى سوف يستعين به فى وضع البرنامج الانتخابى، لأن توجه الفريق المعاون يحدد الطرق الذى يمكن أن يسلكها لتحقيق طموحات الشعب. أبو النصر: تسريبات السيسي تدل على الرأسمالية المتوحشة القوى الإسلامية من جانبها، أكدت أن تسريبات السيسي تتصادم مع الشريعة الإسلامية، فيقول الدكتورعلاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، إن التسريبات التي أعلن فيها المشير عبد الفتاح السيسي، بأنه سيلغى الدعم يعبر عن الرأسمالية المتوحشة المرفوضة فى مجتمع مثل المجتمع المصري، إضافة إلى أنه يصادم مبادئ الشريعة الإسلامية، لأنه يمثل تصادمًا لثقافات الشعب المصري فهو يفقد مسألة التضامن الاجتماعي والكفالة الاجتماعية. وأضاف أبو النصر، أن السيسى لو ترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة واعتمد على هذا البرنامج الذي قاله في تسريباته ستتحول مصر إلى غابة القوى يأكل فيها الضعيف. عبد العزيز: السيسي لا يتعاطف مع المواطنين من جانبه، يقول أحمد عبد العزيز، أمين الإعلام بحزب الاستقلال، إن التسريبات التي بثتها قناة الجزيرة للمشير السيسي تعكس شخصيته وتبرز أنه لا يتعاطف مع المواطن البسيط وليس كما يدعى أنه جاء ليحنو على الشعب المصرى هذه كانت شعارات الهدف منها الوصول للسلطة. وأشار عبد العزيز إلى أن تسريبات السيسي تؤكد أن المواطنين لن يحققوا آمالهم إذا وصل السيسي إلى كرسي الرئاسة. كمال: دولة السيسي لها عدة ملامح لا تراعي المواطن المصري أما هشام كمال، المتحدث الإعلامي بالجبهة السلفية، فيرى أن هذه التسريبات الخاصة بالمشير عبد الفتاح السيسي كان القصد من ورائها إرسال رسائل معينة إلى الشعب المصري فمعظمها قيلت وسط قيادات الجيش والنخب العسكرية، فأول هذه الرسائل هو استطاعة السيسي والجيش من السيطرة الكاملة على الأوضاع حتى في وجود الرئيس السابق محمد مرسى. ثانيًا هذه الرسائل تمثل عودة الأشخاص للركوع مرة ثانية في الدولة الشمولية التي تم بناؤها منذ ثورة يوليو 1952 واستطاعت ثورة يناير أن تزيح رأسها. أما الرسالة الثالثة هي اقتناعه بأن الطريقة المثلى لتيسير شئون الشعب المصرى هي كبته وقمعه وأن يعيش الشعب دائمًا في ظل نظام أمني بحت وأن وجود مثل هؤلاء في السلطة يعنى أن المواطن سيعيش في فقر مستمر. ويضيف كمال ليس هناك مستقبل لأي بلد بهذه السياسة وهذا الفكر فدائمًا مستقبل أي بلد يريد أن يعيش في تقدم يجب أن يوفر لشعبه الحياة الاقتصادية الجيدة والحرية الفكرية والإبداع والاهتمام بالبحث العلمي المستمر وتوفير الميزانية له فنحن للأسف نجد دولة الكيان الصهيوني مثلا تنفق أموال على البحث العلمى أضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة.